الوقاية خير من العلاج
مقدمة
إنّ تعاطي المخدرات ظاهرة اجتماعية سلبية تمسّ كل فئات المجتمع و المراهقين و الراّشدين و الأطفال و النساء والفقراء والأغنياء .
معنى المخدرات
المخدّرات من حيث المعنى اللغوي مأخوذة من الفعل خذر ، نقول خُذّر المريض لأجراء عملية أي جعله لا يشعر بشيء إلى درجة الخروج من العالم الذي هو فيه ، و بمعنى هذا خذّر هو الاسترخاء و النعاس و الميل إلى النوم. أما من الناحية العلمية فهي تضم الكحوليات كالخمر و ما شابه ذلك و المركّبات الكيماوية كالغِراء ، و كذلك هي عبارة عن عقاقير مستخرجة من النباتات أو الحيوانات كالأقراص والأفيون وغيرها .
و بمعنى عام المخدِّرات عبارة عن مواد سامة تؤثر على الجهاز العصبي وتجعل متعاطيها يشعر أول مرة بالرّاحة و السعادة ، و لكن هذا محدود وله طريق مسدود بحيث يحل مكان السعادة الشعور باليأس و تدهور الصحة و الانقباض .
تعريف المخدرات
المخدر هو كل مادة طبيعية أو اصطناعية تحدث عند مستعملها اختلالاً في إحساساته وسلوكه وعلاقته بالواقع .
أنواع المخدرات
تشمل المخدرات مجموعة من :
مواد مشتقة من النباتات
كوكايين ، هيروين ، قنب ، ماريخوانا
مواد كيماوية اصطناعية
أل أس دي ، كراك ، الخ ......بعض الأدوية
الإدمان على المخدرات
هي حالة تسمم مزمنة ناتجة عن استهلاك متكرر لمادة مخدرة تؤدّي لدى متعاطيها إلى حالة تبعية نفسية و جسدية تجاه هذه المادة .
دوافع الإدمان
ينتمي جل ضحايا الإدمان إلى فئة المراهقين الشباب ، و نفسّر ذلك بتميز هذه المرحلة بالتحولات العميقة في الشخصية أو ما يرافقها من ضغوط نفسية مادية للتأقلم مع الوضع الاجتماعي الجديد وبناء الذّات . و ينزلق أغلب ضحايا الإدمان نتيجة عدة دوافع ، أهمها :
ـ حب الإطلاع و الرغبة في مشارفة الخطر .
ـ تمرّد الشباب و ما يصاحبه من ميل إلى خرق القواعد و القيم الاجتماعية .
ـ الرغبة في التخلص والهروب من التوتر والحيرة .
ـ نقص الثقة بالنفس وفي القدرة على تجاوز الصعاب ،
ـ كما يمكن للحالة الاجتماعية والاقتصادية أن تمثل دافعا إضافياً .
مخاطر وتأثيرات المخدرات
إذا كانت مخاطر المخدرات قد برزت بأكثر حدة إثر الانتشار الهائل لمرض السيدا ، فإنها في الواقع متعددة و تمس كل أعضاء الجسم .كما أنّ لها انعكاسات اجتماعية اقتصادية سلبية سواء بالنسبة للفرد أو المجتمع.
تأثير المخدرات على الصحة
يمكن تقسيم الآثار الخطيرة لتعاطي المخدرات على الصحة العقلية و البدنية إلى ثلاثة أنواع :
التأثيرات والمضاعفات الحادة
تنتج عن الآثار الفورية للمخدر و تشتد عند التعرض إلى الجرعة المفرطة و هي تختلف نسبياً من مخدر إلى آخر و لكن أهمها يتمثل في :
• فك الارتباط بالواقع و السرح في الخيال .
• خلط ذهني و هلوَسة و إحساسات سمعية بصرية غريبة .
• سلوك انتحاري أو اعتداء على الغير .
• تشنج حاد أو خمول شامل و انحطاط في القوة .
• نوبات الصرعة و الغيبوبة .
• سرعة وعدم انتظام دقات القلب إلى حد القصور الحاد في وظائف القلب و انهيار ضغط الدم .
• بطء التنفس أو انقطاعهما مع وجود خطر الموت المفاجئ
المضاعفات المزمنة
تنتج عند استعمال المزمن للمخدر و هي نوعان :
مضاعفات نفسية وعقلية
تتراوح بين الأرق المزمن وضعف القدرات الذهنية واختلالات الذاكرة ، و تغيذر المزاج إلى حد المرض النفسي أو التدهور الذهني الواضح .
مضاعفات جسدية
يمكن أن تتمثل في أحد أو بعض العوارض التالية :
ـ وهن بدني عام : هزال ، فقدان الشهية ، فقر الدم .
ـ اضطرابات في القلب و الدورة الدموية و الجهاز التنفسي على حد القصور المزمن
ـ تسمم أو قصور في الكلى أو الكبد أو الأعصاب .
ـ اضطرابات في الوظائف الجنسية : وهن ، ضعف الخصوبة ، إصابة بالعقم ، تشوه الخلايا التناسلية .
ـ الإصابة بسرطان الرئة نظرا لاحتواء بعض المخدرات على مواد سرطانية .
المضاعفات الناتجة عن طريق استعمال المخدر
إنّ تناول المخدر عن طريق الفم أو الأنف يؤدّي إلى التهابات قد تصل إلى حد التقيّح أو حدوث ثقوب في الأنف و الحنجرة و القصبات الهوائية .
أما استعمال الحقن فينتج عنه ثلاثة أنواع من الإصابات :
• الالتهابات و التعفنات بمواضع الحقن و محيطها تمسّ الجلد و الأوعية الدموية و العضلات ، و حتى المفاصل ، و يمكن أن تصل إلى موت و تلف الأنسجة .
• التعفنات البكتيرية التي تنتشر في البدن و تمس أعضاء أساسية مثل : الرئة ، القلب ، الكبد و المخ نتيجة استعمال حقن غير معقّمة .
• التعفنات الفيروسية الخطيرة ، خصوصًا التهاب الكبد الفيروسي ، السيدا . و ينتجان عن المشاركة في استخدام الإبر والحقن الملوثة .
الإدمان : العبودية و الإقصاء من المجتمع والموت الفضيع
ماهي وسائل الوقاية؟
إن أفضل وأنجع طرق المكافحة هي :
الوقاية عن طريق التربية والإعلام لذلك من الواجب أن :
*الاطلاع المستمر على كل ما ينشر في وسائل الإعلام حول الموضوع
* مناقشة المسألة مع المربين والأولياء ضمن أفواج صغيرة .
* المشاركة في مختلف النشاطات التربوية والترفيهية .
الخطر كل الخطر في السكوت عن هذه الآفة
جذاذة من إعداد وزارة التربية الوطنية بالتعاون مع وزارة الصحة ـ الجزائر
لا للخمـــــر
الخمر لغة : من خمر : يقال خمر الشي : ستره . و خمّر الشيء : كتمه . و يقال خمّر عنه الخبر : أي خفي . وخمّر عنه : توارى و اختفى . أمّا الخمر في اصطلاح الفقهاء : " هي كل ما كان مسكرا سواء كان متخذا من الفواكه كالعنب والرطب و التين و الزبيب ، أو من الحبوب كالحنطة (القمح) أو الشعير أو الذرّة ، أو من الحلويات كالعسل ، و سواء كان مطبوخا أو عولج بالنار أو نيئا بدون معالجة بالنار ، و سواء كان معروفا باسم قديم كالخمر و الطلاء أو باسم مستحدث كالعرق و الكونياك و الويسكي والبراندي والبيرة و الشمبانيا وغيرها ...
حكمها : يقول الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي – حفظه الله – في بيان حكم الخمر : " إن حرمة الخمر ثابتة بالنصوص القاطعة التي لا يماري فيها إلاّ المخذولون الذين أعماهم هوى نفسهم ، وقادهم إلى الردى ، ومن أين لأحد أن يزعم ذلك و الله تعالى يقول في سورة المائدة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ
فتحريم الخمر في هاتين الآيتين واضح من حوالي عشرة وجوه :
- قرن الخمر بالميسر ، وهو أكل مال الغير بغير حق .
- قرنها بالأنصاب والأزلام وهي طرق الشرك ، وأعمال المشركين .
-الحكم برجسيتها ، و الرجس لا يكون حلالاً
- بيان أنها من عمل الشيطان ، و عمل الشيطان ليس من الحل في شيء .
- الأمر باجتنابها ، والأمر للوجوب ما لم تصرفه قرينة .
- تعليق الفلاح على اجتنابها .
- أنها من أسباب العداوة والبغضاء ، وما أدى إلى العداوة والبغضاء بين الناس حرام .
- بيان أنها صادة عن ذكر الله ، وما صد عن ذكر الله فهو حرام .
- بيان أنها صادة عن الصلاة ، وهي رأس العبادات ومجمع الذكر ، ومنشأ الاستقامة على الخير .
- التأكيد على وجوب الانتهاء عنها ، والارتداع عن معاقرتها بأبلغ عبارة تدل على ذلك لقوله تعالى :" فهل أنتم منتهون "
فليت شعري ما الذي بقي لمدع عدم وجوب نص في الإسلام على حرمة الخمر ؟
وفي الأحاديث الصحيحة دلائل متضافرة على حرمة الخمر ن منها قوله - صلى الله عليه وسلم – :" كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام " وقوله : " ما أسكر كثيره فقليله حرام " و قوله : " حرام قليله ما أسكر كثيره " ، وقوله أيضا : " ما أسكر الفرق فملء الكف منه حرام " وقوله : لعن الله الخمر وشاربها .......إلى آخر الحديث "
وهي أحاديث مستفيضة تلقتها الأمة بالقبول ، فلا مجال للشك فيها .
أضرارهـا :
لقد اكتشف العلماء أنّ شارب الخمر يصاب بأمراض كثيرة و تتعرّض خلايا جسده و أعضاؤه للتلف ، و قد لاحظ أطباء أمراض القلب من خلال ما لاحظوه على مرضاهم الذين يتعاطون الخمر .
- مضرة على عضلة القلب وأعراضه :
ـ سرعة مع ضيق في التنفس عقب أي مجهود
ـ خفقان و احتقان في الرئة و الكبد .
ـ ظهور ارتشاحات تحت الجلد تمتد بالتدريج إلى سائر أجزاء الجسد ، وهذه الحالة كثيرا ما تنتهي بالوفاة .
ـ و يؤكد أنّ شرب الخمر يساعد على الإصابة بتصلب الشرايين ، ......الخ من الأضرار .
المرجع : الانحراف الأخلاقي / تأليف كريمة بنت خميس البوسعيدية /دار العمانية للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة الأولى /السنة 1423هـ- 2002م/ ص : 59-60-61-62