أبحاث طبية كثيرة تؤكد ان الإنتشار السريع والكبير للمشاكل الصحية العديدة في هذا العصر هو بسبب عاداتنا الغذائية غير الصحية والتي تعتبر عادات غذائية سيئة.
كثيرا ما نسأل ما هي العادات الغذائية الصحية أو ما هو الغذاء الصحي الذي يحافظ على صحتنا ويحمينا من الأمراض ؟
الغذاء الصحي ليس وجبات معينة أو منتجات معينة وإنما عادات غذائية صحية يجب ان نتبعها طوال حياتنا ونبتعد عن العادات الغذائية السيئة لنحافظ على صحتنا .
يفيد الدكتور محمد صفدي في كتابه أن هنالك أُسس للغذاء الصحي تدعى الأسس أو القواعد الذهبية لأهميتها، وهي :
التقليل من السكر والقهوة والشاي والمشروبات الكحولية.
التقليل أو الإمتناع عن" الأكل السريع" "Junk food"
التقليل من الدهون المشبعة، مثل دهن الحيوان والمرجرين.
التقليل من اللحوم الحمراء المطبوخة واستبدالها بلحم الطير والأسماك..
التقليل من المقالي واستبدالها بالمسلوق .
التقليل من المشاوي على الفحم واستبدالها بالشوي داخل فرن.
التقليل من الكربوهيدرات البسيطة بما فيها الخبز الأبيض والبسكوت والكعك وما شابه.
الإمتناع عن المضافات الغذائية مثل الأصباغ، مواد الطعم والرائحة والمواد الحافظة.
الإكثار من تناول الحبوب مثل الفاصوليا والعدس، والبذور والجوز والحبوب الكاملة.
الإكثار من تناول الخضار الطازجة أو المطبوخة قليلاً. يفضل أن تكون خضراوات عضوية، أي بدون إستعمال مبيدات كيميائية أثناء زراعتها.
استبدال الخبز الأبيض بخبز القمح الكامل .
التقليل من الموالح والأطعمة المدخنة..
تناول عدة وجبات من الفواكه يومياً.
شرب كميات كافية من الماء.
ويضيف الدكتور محمد صفدي أن التقيٌد بهذه القواعد هامّ للوقاية ولمعالجة أمراض عديدة، وهو من أسس العلاج الغذائي مثل: الغذاء المتوازن، وهو أحد طرق العلاج الغذائي، فإن لم يكن غذاؤنا متوازناً، لا يمكن منع حدوث أمراض. فالطريقة الأولى للعلاج الغذائي، هي أن يكون الغذاء متوازناً من ناحية مركباته. ويجب أن يحتوي الغذاء اليومي على الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والأملاح والفيتامينات والماء. ويجب ان تتناسب الكميات مع حاجة الجسم اليومية. هنالك قوائم للحاجة اليومية يمكننا التقيٌد بها. وأهم ما في الأمر أن يكون غذاؤنا على شكل هرمي، والهرم يدعى "هرم التغذية". في قاعدة الهرم الكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز من القمح الكامل والأرز الكامل والمعكرونة وغيرها. وفي قمة الهرم، الدهون والحلويات، أي أن نكثر من وجبات الكربوهيدرات المعقدة، وأن نقلل كثيراً من الحلويات والدهون. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
ويتطرق الدكتور محمد صفدي في كتابه إلى بعض المواد الغذائية التي تحمي الجسم وتعالج الأمراض
البندورة: اللون الأحمر للبندورة هو بفضل مادة تدعى ليكوبن "Lycopen " هذه المادة تنضم من الناحية الكيميائية إلى عائلة من المواد تدعى "المواد الكاروتينية"، وجاءت التسمية من الكلمة Carrot التي تعني الجزر. لقد دلٌت الأبحاث على أن مادة الليكوين تحمي الجسم من أمراض تصلب الشرايين التي يمكن ان تؤدي إلى الجلطة الدموية وارتفاع ضغط الدم، كما تحميه من عدة أمراض أخرى، أهمها مرض السرطان، لذلك ينصح خبراء التغذية بتناول البندورة للوقاية من الأمراض المذكورة وغيرها.
مادة الليكوبن لا تتغير في الطبخ، لذلك فإن البندورة المطبوخة لها نفس الفائدة من هذه الناحية. لقد إستعمل بعض الباحثين مادة الليكوبن لعلاج سرطان البروستات وحصلوا على نتائج مشجعة بالنسبة للعلاج.
معروف أن غدة البروستات تبدأ بالتضخم عند معظم الرجال فوق سن الخمسين، لذلك ينصح الرجال باستعمال البندورة أو الليكوبن المستحضر منها لمنع حدوث هذا التضخم، كي لا يتحول إلى سرطان. كما ينصحون باستعماله للرجال الذين بدأت تظهر عندهم علامات هذا المرض. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
وقد قامت عدة شركات بتحضير مضاف غذائي من البندورة لبيعه كعلاج للبروستات. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
ويعتبر الليكوبن من ناحية بيولوجية من المواد المانعة للأكسدة في الجسم. علماً أن عملية الأكسدة في الجسم هي المسببة لأمراض كثيرة، مثل تصلب الشرايين والسرطان والشيخوخة، وأمراض عديدة أخرى. وبالإضافة إلى البندورة هنالك منتجات أخرى مانعة للتأكسد. وجدير بالذكر أن عملية التأكسد تنجم عن إحتراق مواد في خلايانا وينتج عنها مواد شديدة التأكسد تدعى "راديكالات حرة". هذه المواد لديها قدرة تفاعل مؤكسدة كبيرة تجعلها تقوم بمهاجمة الخلايا والمواد الموجودة بها. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
إن الكولسترول لا يترسب إلى جدران الشرايين إلا إذا تأكسد، وإذا منعنا أكسدته بواسطة مضادات تأكسد، فإننا نمنع ترسبه، وبذلك نمنع تصلب الشرايين وما ينجم عنه، مثل الجلطة الدموية. كذلك الدهون، فإنها لا تترسب إلا إذا تأكسدت، ومنع تأكسدها يمنع تصلب الشرايين، وهذا بدوره يمنع الجلطة الدموية. وبناء عليه فإن تناول مواد مضادة للتأكسد يمنع الجلطة الدموية. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
كذلك فإنه نتيجة لتأكسد مواد معينة في الجسم تتكون مواد سامة، ومنها مواد مسرطنة، لذا فإن منع التأكسد يمنع تكون هذه المواد وبالتالي يمنع حدوث مرض السرطان، كما أنه يستعمل لعلاج السرطان في حالات معينة. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
أما بالنسبة للشيخوخة فإنه حتى اليوم لا توجد نظرية واضحة يمكنها تقديم تفسير كامل لعملية الشيخوخة.
إحدى النظريات التي تحاول تفسير الشيخوخة هي نظرية "الراديكالات الحرة"، أي أن الشيخوخة تحدث بسبب تجمع راديكالات حرة في الخلايا، تقوم بأكسدة مواد في الخلايا تؤدي إلى شيخوختها. لذلك تستعمل المواد مانعة التأكسد لإعاقة الشيخوخة، وهنالك عدة أبحاث في هذا المجال. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
المواد مانعة التأكسد موجودة بكثرة في النبات وهي جزء من مجموعات مواد نباتية تدعى "الكيميائيات النباتية"، ومن هذه المواد:
الكلوروفيل: هذه الصبغة الخضراء التي تلون النباتات، ومعروف أنه لا حياة على الكرة الأرضية بدونها، إذ أنها تمتص الطاقة الشمسية لتحولها إلى طاقة كيميائية ليستغلها النبات بدوره في أروع عملية غذائية تسمى "التركيب الضوئي ". ونتيجة لهذه العملية ينطلق الأوكسجين "أبو الحياة" الذي بدونه لا توجد حياة للنبات نفسه، كما للإنسان ولكل الحيوانات. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
إضافة إلى هذه المعلومات عن الكلوروفيل هنالك معلومات جديدة، توصلت اليها الأبحاث العديدة الجارية يومياً في معاهد الأبحاث. فقد توصل الباحثون إلى أن الكلوروفيل يعمل ضد الخلايا السرطانية. وقد نشرت مؤخراً أبحاث من معهد وايزمن للعلوم تفيد أن الكلوروفيل يعيق نمو الخلايا السرطانية. وللكلوروفيل فوائد أخرى عديدة منها، تنقية الدم من السموم وتقوية الدم وتنقية الجهاز الهضمي من السموم وتنظيم عمل الجهاز الهضمي ومنع إمساك المعدة وغيرها. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
كاروتين: إنه واحد من الكيميائيات النباتية الموجودة في عدة نباتات مثل، الملفوف والبندورة والبروكولي والحمضيات وخضراوات أخرى. وقد دلٌت الأبحاث على أن هذه المادة هي مضادة للتأكسد، تمنع السرطان وتمنع تصلب الشرايين والجلطة الدموية وتعيق الشيخوخة. هذه المادة تتحول في الجسم إلى فيتامين "أ" “A “ وهي أحد مصادره. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
كما يشدد الدكتور محمد صفدي في كتابه "طعامنا اليومي داء ودواء" إلى أهمية الفيتامينات كمركب هام في الغذاء الصحي. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الفيتامين "أ" وهو ضروري أيضاً لسلامة العيون والجلد واللثة والأغشية المخاطية للأنف ولمجرى التنفس، وللقناة الهضمية ولنمو العظام وللمناعة ولمنع حب الشباب ولمنع الرشوحات ولمنع الإسهال. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
لقد دلٌت الأبحاث الحديثة على أن العديد من الفيتامينات التي نعرفها ونعرف فوائدها تعمل ايضاً كمواد مضادة للأكسدة ولذلك ينصح الأطباء وخبراء التغذية بتناولها لمنع ولعلاج أمراض عديدة. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الفيتامين “E”: هو مادة مضادة للأكسدة، لذلك فإنه يمنع تلف الخلايا بواسطة الراديكالات الحرة، وبهذا يمنع السرطان ويعيق الشيخوخة. وهو ضروري أيضاً لسلامة صحة القلب والدورة الدموية ولسلامة الجلد ولتقوية المناعة ولأمور صحية أخرى. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الفيتامين “C”: لقد دلٌت الأبحاث الأخيرة على أن الفيتامين C هو أيضاً مادة قوية مانعة للتأكسد، يحمي من السرطان وأمراض القلب، كما يقلل من نزف الدم ولذلك يستعمل لعلاج اللثة. الفيتامين “C” موجود بكثرة في الحمضيات والخضار الطازجة. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
حامض الفوليك: من مجموعة الفيتامينات “B”. موجود في الخضار الورقية والحمضيات والبيض والحبوب الكاملة والبذور والجوز واللحم. ضروري لعملية بناء البروتينات في الجسم، يعمل مع فيتامين B12، في عملية تكوين خلايا الدم الحمراء وضروري لعملية إنقسام الخلايا، ولعمل الدماغ والجهاز العصبي. وقد دلٌت الأبحاث الأخيرة على أن له دوراً هاماً في منع أمراض القلب وفي تقليل خطر النوبة القلبية. وهنالك العديد من الفيتامينات الأخرى التي لها فوائد كبيرة. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
ويشدد الكتور محمد صفدي في كتابه على أهمية الأغذية التي تحتوي على أملاح ضرورية للجسم
جسمنا بحاجة إلى كميات يومية قليلة من أملاح عديدة. فهو بحاجة إلى الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد والخارصين والمغنيز واليود والكروسيوم والسيلينيوم وأملاح أخرى. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الكالسيوم: متوفر في السمك والبيض والخضار والحبوب الكاملة والماء. الكالسيوم ضروري لمنع إرتجاف العضلات والقلق والتوتر العصبي وأمراض المفاصل وتسوس الأسنان وضغط الدم المرتفع ولين العظام وتاَكل العظام. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
المغنيسيوم: متوفر في الخضار الورقية والبازيلاء والجوز والأرز الكامل واللحوم وبعض الفواكه. المغنيسيوم ضروري لمنع إرتجاف العضلات وضعفها والتوتر العصبي وإرتفاع ضغط الدم والخلل في دقات القلب والإمساك والإفراط بالنشاط والاكتئاب وغيرها. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
البوتاسيوم: متوفر في الفواكه والخضار والحبوب الكاملة وهو ضروري للحفاظ على توازن المياه في الجسم وعمل العضلات والأعصاب ومنع ضعف العضلات وفقدان الشهية والتقيؤ. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الحديد: متوفر في اللحم والبيض والجوز والفاصوليا والشوفان، وهو ضروري لمنع فقر الدم والشعور بالتعب وفقدان الشهية. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الخارصين: متوفر في اللحوم والقمح والبيض والأجبان والجوز وبذور عباد الشمس، وهو ضروري لمنع ضعف حاسة الشم والذوق، وبطء التئام الجروح وحب الشباب وأمراض جلد معينة وضعف الإخصاب والميل إلى الإكتئاب والضعف في عملية الهضم وفقدان الشهية وتضخم غدة البروستات وأمور أخرى. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
المغنيز: متوفر في الخضار الورقية والبذور والحنطة الكاملة والبيض، وهو ضروري لمنع آلام المفاصل وضعف الإحساس بالتوازن والتعب والتوتر العصبي وأمراض عصبية مثل، مرض باركنسون وإنفصام الشخصية. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
اليود: متوفر في الخضار وخاصة في البصل وفي المأكولات البحرية، وهو ضروري لتكوين هورمون الغدة الدرقية ومنع فقدان الوزن والشعور بالخمول ومنع التأخر في النمو العقلي. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
النحاس: متوفر في البازيلاء والفاصوليا والحبوب الكاملة والكبد والمأكولات البحرية، وهو ضروري لمنع فقر الدم وإحمرار الجلد والتهاب المفاصل. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
الكروميوم: متوفر في الكبد والمأكولات البحرية والفطريات والاسبراجوس، وهو ضروري لمنع إفراز العرق الزائد والدوار والإدمان على الحلويات ولمنع ظهور مرض السكري، كما يستعمل لعلاج مرض السكري. (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
السيلينيوم: متوفر في المأكولات البحرية والكبد والكلى، والحبوب الكاملة والبذور وخاصة في قشرة القمح، وهو ضروري لمنع السرطان والشيخوخة المبكرة وتعكر عدسة العين (Cataract) وإرتفاع ضغط الدم والالتهابات المتكررة. . (كتاب طعامنا اليومي داء ودواء – د. محمد صفدي)
نستنتج مما ذكر أنه يمكن علاج الكثير من الأمراض بواسطة الأغذية.
إن ما ذكرناه عن المواد الغذائية التي تعالج الأمراض هو غيض من فيض. وقد دلّت الأبحاث على أن الغذاء غير الصحي مسؤول عن أكثر من 80% من أمراض العصر الشائعة، مما يجعل علاج معظم هذه الأمراض متعلٌق بالتوجيه الغذائي الصحيح وبالعلاج الغذائي.
هذا المقال من سلسلة مقالات في التثقيف الغذائي وردت في كتاب الدكتور محمد صفدي " طعامنا اليومي داء ودواء" . يهدف الكتاب إلى توعية الجمهور إلى أهمية العادات الغذائية الصحية ومخاطر العادات الغذائية السيئة.