prens love رومانسي نشيـــــط
الدولة : الساعة الان : عدد المساهمات : 42 معدل نشاط العضو : 60 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/03/2012
| موضوع: فتنة الأعور الدجـّــــال الكذّاب الأحد أبريل 15, 2012 9:57 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه التي لا تعد ولا تحصى حمدا طيبا مباركا فيه ملء السموات والأرض وما بينهما, حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, سبحانه وتعالى ربنا لا نحصي ثناءً عليه كما أثنى على نفسه , ونشهد أن لا اله الا الله وحده لا شربك له شهادة حقٍ وصدقٍ وعدلٍ , ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله, وانّ عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها الى مريم وروحٌ منه , ونشهد بأن الجنة حق والنار حق والقبر حق , أما بعد أيهاالأحبة في الله , فقد أخبرنا الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه عن كثرة الفتن والمحن التي تصيب الأمة قبل قيام الساعة , وفي هذه الدراسة الموجزة سنتناول ان شاء الله تعالى فتنتين كثر الحديث حولهما من بعض فئات المسلمين وهم غافلين عنها, وربما لم يسمع عنهما الكثير من الناس بسبب البعد الديني الكلي أو الجزئي , والذي اليه نعزو سبب ضعفنا وهوان الناس فينا وعلينا, ولعلّ في البعد الديني يتجلى السبب الرئيسي في انتكاس الأمة وتقهقرها واضحاً خاصةً بعدما سادت هذه الأمة ولعصور طويلة متلاحقة وفتحت العالم , وأهل العلم رحمهم الله تناوا هذه السيادة والفتوحات وكتبوا عنها وتناقشوها, والفتنتين هما فتنة الأعور الكذاب أو المسيح الدجّال, وفتنة يأجوج ومأجوج.
وسنتناول باذن الله في هذا البحث فتنة الأعور الدجال , فقد أجمع أهل العلم بأنّ القرآن الكريم لم يُصرّحُ بها أو يتناولها تناولا صريحا, ولعلّ في ذلك حكمة جليلة الله وحده جلّ شأنُهُ يعلمها , وعلى الرغم من تحذير جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين أممهم من هاتين الفتنة, والأمر بالاستعاذة منها حتى في الصلوات, الا أننا تجدنا غافلين عنها, ولا يكاد أحد منا يستعيذ منها في صلاته الا من رحم ربي, وقد سئل الحافظ بن حجر رحمه الله عن الحكمة في عدم التصريح القرآني بذكر الدجال فأفادنا بأجوبة ثلاث: الأولى: أنه ذكر في قوله تعالى في سورة الانعام 158: يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفس ايمانها وقد روى الترمذي من حديث ابي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة اذا خرجن لم ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها. والثانية: قد وقعت الاشارة في القرآن الكريم الى نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى في سورة النساء 159: وانّ من أهل الكتاب الا ليؤمن به من قبل موته... وفي قوله تعالى في سورة الزخرف 61: وانه لعلم للساعة, وصحّ في الأحاديث النبوية الشريفة أنّ المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام من سيقتل الدجال في مدينة اللد بفلسطين. والثالثة: أنّ القرآن الكريم تجاهل ذكر المسيح الدجال مسيح الضلالة احتقارا لشأنه, ولعل هذا الرأي فيه نظر. لأنّ القرآن الكريم تناول فتنة يأجوج ومأجوج في موضعين من القرآن في سورة البقرة وسورة الكهف, والفتنى بهم لن تكون الا بعد ظهور المسيح الدجال بمعنى أنّ فتنة يأجوج ومأجوج مرتبط ظهورها بظهور فتنة, المسيح الدجال والتي ستكون قبلها ان شاء الله.
على حين الامام البغوي رحمه الله قال في تفسيره بأنّ الدجال مذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة غافر 57: لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس... وقال بأنّ المراد بالناس هنا هو الدجّال.
وكما قال القاضي عيّاض رحمه الله: انّ الدجال حُجّة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده, وانه شخص بعينه ابتلى الله عزوجل به عباده, وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من احياء الميت الذي يقتله, ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه, وجنته وناره ونهريه, واتباع كنوز الأرض له, وأمر السماء أن تمطر فتمطر, والأرض أن تنبت فتنبت, فيق كل شيء بقدرة الله تعالى ومشيئته, ثم يُعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل الرجل ولا غيره, ويُبطل أمره, يدّعي الالوهية , ولا يستطيع ان يُزيل العور من عينيه, ولا يستطيع ازاله كلمة ك ف ر من بين عينيه, ولهذه الدلائل وغيرها لا يغتر به الا رعاع من الناس لسد الحاجة والفاقة, رغبة في سد الرمق أو تقية وخوفا من آذاه, لأنّ فتنته عظيمة جدا لدهش العقول وتحيّر الالباب مع سرعة مروره في الأمر فلا يمكث بحيث لا يتأمل الضعفاء حاله ودلائل الحدوث والنقص فيه, فيصدقه من صدقه في هذه الحالة, ولهذا حذّر الانبياء عليهم الصلاة والسلام أممهم من فتنته, ونبّهوا على نقصه ودلائل ابطاله, وأما أهل الهداية والتوفيق فلا يغترون به ولا يُخدعون بما معه. انّ فتنة الدجال فتنة عظيمة لا يخرج منها الا من يتسلح بالايمان, ففي بداية ظهوره سيدعو الى الاسلام كي يأمنه الناس ويألفوه, ثم سرعان ما يدّعي النبوة, ومن ثمّ يدّعي الألوهية, وعلى الرغم من أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا علامات تجعلنا لا نؤمن به وهي: أنه أعور ومكتوب بين عيميه كلمة كافر, يراها كل من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان, ورغم هاتين العلامتين الا أنه سيجد له أتباع كثيرة, ذلك أنّ الله عزوجل يفتن عباده به بأن يمكنه من الاحياء والاماتة, أي يُحيي ويميت, وتأمر السماء بالمطر فتمطر, ويأمر الأرض بانبات الزرع فتنبت, وغير ذلك من الفتن كما سنرى في بعض الأحاديث النبوية الصحيحة التي تناولت هذه الفتنة. ما سبب تسمية الدجّال بهذا الاسم؟ طبعا لأنّ فتنة فتنة كذب ودجل, وقد أطلق عليه العلماء مسيح الضلالة, وذلك لاغواءه الناس وفتنتهم وادعاءه النبوة ومن بعدها الألوهية, ونحن أمة التوحيد لا نؤمن الا باله واحد هو الله تبارك وتعالى, لا اله الا الله الها واحدا لا شريك له, والحمد لله ربّ العالمين على نعمة الهداية ونعمة الاسلام وأن جعلنا الله تعالى برحمته مسلمين موحدين منيبين.
مكوث الدجال في الارض
يمكث الدجال في الأرض أربعون سنة هجرية وشهران تقريبا , لحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله! وما لبثه في الارض؟ قال: أربعون يوما , يوم كسنة, ويوم كشهر, ويوم كجوعة, وسائر أيامه كأيامكم, قلنا يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا, اقدروا له قدره. ومعنى اقدروا له قدره كما شرحه القاضي عياض وغيره رحمهم الله: أي اذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر, ثم اذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر فصلوا العصر, واذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب, وكذا العشاء والصبح, ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب, وهكذا حتى ينفضي ذلك اليوم , وقد وقع فيه صلوات سنة, فرائض كلها مُؤداة في وقتها.
العصمة من فتنة الدجال
ما يعصم من فتنة الدجال ثلاثة أشياء:
1. الاستعاذة بالله منه ومن فتنته, فقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم يتعوّذون من فتنة الدجال في الصلوات وبعدها, فقد روى الامام مسلم رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلمهم هذا الدعاء كما يُعلمهم السورة من القرآن, يقول: اللهم اني أعوذ بك من عذاب جهنم, وأعوذ بك من عذاب القبر, وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال, وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
وقال الامام مسلم رحمه الله بعد روايته للحديث: بلغني أنّ طاووساً قال لابنه: أدعوت بها في صلاتك؟ فقال: لا.. قال: أعدْ صلاتك.
وقال النووي رحمه الله: انما هذا يدلُّ على تأكيد هذا الدعاء والتعوذ والحث الشديد عليه, وظاهر كلام طاووس رحمه الله وان كان فيه تحميل الأمر به على الوجوب,لا أن يعتقده وجوبه , ولعلّه رحمه الله أراد بذلك تأديب ابنه وتأكيد هذا الدعاء عنده لحرص النبي صلى الله عليه وسلم الدؤوب بالدعاء به بعد كل صلاة وحث صحابته وجمهور العلماء أيضا استحبوا قول هذا الدعاء ولم يوجبوه, والله أعلم.
وروى الامام احمد رحمه الله في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما, أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوّذ في دبُر كل صلاته من أربع فيقول: أعوذ بالله من عذاب القبر, وأعوذ بالله من عذاب النار, وأعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأعوذ بالله من فتنة الأعور الكذاب.
2. وحفظ العشر آيات الأولى من سورة الكهف أو آخرها , لما رواه مسلم في صحيحة من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة الدجال.
وفي رواية اخرى لمسلم رحمه الله: من حفظ عشر آيات من آخر الكهف أو من خواتيم الكهف.
3. الاحتماء بالمدينة المنورة أو مكة, أوالقدس او سيناء, لما رواه مسلم رحمه الله من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: واني أوشك أن يُؤذن لي في الخروج فأسير في الارض فلا أدّعْ قرية الا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة (المدينة) , فهما محرمتان على كلتاهما, كلما أردت أن أدخل واحدة استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها, وانّ على كل نقب منها ملائكة يحرسونها.
وروى البخاري من حديث انس بن مالك رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة ليس له من نقابها ثقب (مدخل) الا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرجُ الله كل كافر ومنافق.
وروى الامام احمد من حديث جنادة بن أبي أمية رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يبلغ سلطانه كل منهل , لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة, ومسجد الرسول, ومسجد الأقصى, والطور.
وهناك أحاديث وروايات كثيرة تدور حول هذا المعنى اقتصرنا على ما ذكرنا تلافيا للتكرار, والله وحده أعلم بغيبه.
زمن خروج الدجّـــــــــــــــــــال
يتزامن خروج الدجال مع فتح القسطينطينية, ومتى سيكون ذلك فعلمه عند الله عزوجل, ولكن فتح القسطنطينية من علاماتها. فقد روى الامام احمد رحمه الله من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خروج الملحمة فتح القسطنطينية, وفتح القسطنطينية خروج الدجّال. والملحمة: هي القتال العظيم. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق, فيخرج اليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ, فاذا تصّافوا قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سَبُوا منا نقاتلهم, فيقول المسلمون: لا والله! لا نُخلّي بينكم وبين اخواننا, فيقاتلونهم فينهزم ثلثٌ لا يتوب الله عليه أبداً, ويُقتلُ ثلثهم أفضل الشهداء عند الله, ويفتتح الثلث لا يُفتنون أبداً, فيَفتحون قسطنطينية, فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علّقوا سيوفهم بالزيتون اذ خرج فيهم الشيطان : انّ المسيح قد خلفكم في أهليكم, فيخرجون – وذلك باطل – فاذا جاؤوا الشام خرج.
الأعماق أو بدابق: مكانين بمدينة حلب... لا يتوب الله عليه أبداً: أي لا يهديهم أو يلهمهم الله عزوجل اليها....قد خلفكم في اهليكم: أي في بيوتكم.
وروى الامام مسلم رحمه الله من حديث لبي هريرة رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انكم ستفتحون مدينة هرقل - او قيصر – وتقتسمون أموالها بالترسة, ويسمعهم الصريخ أنّ الدجال قد خلفهم في أهاليهم, فيلقون ما معهم ويخرجون يقاتلون.
مكان خروج الدجــــــــــــــال
الروايات جميعا اجمعت انه سيخرج من بلاد الشرق.
فقد روى الامام احمد رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرجُ الدجّالُ من قِبَلِ المشرق.
فقد روى الطبراني رحمه الله من حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انّ الدجّال يخرجُ من أرض المشرق يقال لها خراسان, يتبعه قومٌ كأنّ وجوههم المجان المطرقة.
والمجان: جمه مجن وهو الترس... والمطرقة: جلد يُلبس به الترس, وقد شبّه النبي صلى الله عليه وسلم وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها, وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.
وفي صحيح مسلم من حديث انس رضي الله عنه أنّ الدجال يخرج من أصبهان.
واخرج الامام احمد رحمه الله مثل ذلك من حديث ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انه يخرجُ من يهودية أصبهان.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: يكون بدء ظهوره من أصبهان من حارة يقال لها: اليهودية, وينصره أهلها سبعون ألف يهودي عليهم الاسلحة والسيجان – وهي الطيالسة الخضر – وكذلك ينصره سبعون الفا من التتار وخلق كثير من اهل خراسان. السيجان: نوع من اللباس.
أسلحة الدجــــــــــــــــــــــــال
يخرج الدجال والناس في سنين قحط وجدب ومجاعة وفقر مدقع, حتى أنّ أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله, ولا تنبت الارض, ولا تمطلا السماء, حتى لا تبقى ذات ظلف ولا ذات خُفِّ ولا ذات ضرس من البهائم الا هلكت, الا من شاء الله عزوجل, وقد روى الامام احمد من حديث ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا بين يدي الدجال, فقالوا: أيُّ المال خير يومئذ؟ قال عليه الصلاة والسلام: غلامٌ شديد يسقي أهله الماء, وأما الطعام فليس. قالوا فما طعام المؤمنين يومئد؟ قال عليه الصلاة والسلام: التسبيح والتهليل والتكبير.
وفي سنن ابن ماجة رحمة الله من حديث ابو امامة رضي الله عنه , قيل يا رسول الله! فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد, ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام.
وروى الامام مسلم رحمه الله من حديث ام شريك رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليفرّنّ الناس من الدجال في الجبال, قلت يارسول الله! فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل.
وتشاء قدرة الله عزوجل وارادته وحكمته أن يُمكن الدجّال من قدرات خارقة وكثيرة من العجائب والغرائب , وذلك كفتنة وابتلاء واختبار ايمان الناس, فقد روى الامام الطبراني حديثا مطولاً من حديث عبد الله بن معتم رضي الله عنه, أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدجّال ليس به خفاء, انه يجبءُ من قِبَلِ المشرق فيدعو لي –أي يدعو الى الاسلام – فيُتّبعُ , وينصبُ للناس فيقاتلهم ويظهرُ عليهم - أي ينتصر عليهم - فلا يزال على ذلك حتى يقدمُ الكوفة, فيُظهرُ دينَ الله ويعمل به فيُتّبعُ, ثم يقول بعد ذلك أنه نبي, فيفزعُ من ذلك كلّ ذي لُبّ ويفارقه, فيمكث بعد ذلك حتى يقول: أنا الله , فتغشى عينه وُتقطّعُ أُذُنُهُ, ُويُكتبُ بين عينيه كافر, فلا يخفى على كل مسلم, فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبّةٍ من خردلٍ من ايمان.
وفي حديث كعب الأحبار رحمه الله كما في الخبر في فتح الباري قال: يظهر الدجال بالمشرق فيُعطى الخلافة,ثمّ يظهر السحر, ثم يَدّعى النبوة فتتفرّقُ عنه الناس, فيأتي النهر فيأمرُهُ أن يسيل اليه فيسيل, ثم يأمره أن يرجع فيرجع,ثم يأمره أن ييبس فييبس , ويأمرُ جبل الطور وجبل زيتا أن ينتطحا فينتطحا , ويأمر الريح أن تثير سحابا من البحر فتُمطرُ الأرض , ويخوضُ في البحر في يوم ثلاث خوضات فلا يبلغ حقويه, واحدى يديه أطول من الأخرى, فيمدُّ الطويلة في البحر فيُخرجُ من الحيتان ما يريد.
وروى الامام مسلم رحمه الله من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلم بما مع الدجال منه, معه نهران يجريان, احدهما رأي العين ماء ابيض, والآخر رأي العين نار تأجج, فاما أدركن أحد فليأت الذي يراه ناراً وليغمض, ثم ليطأطىء رأسه فيشرب منه, فانه ماء بارد. وفي رواية للبخاري رحمه الله ايضا عن حذيفة رضي الله عنه, انه صلى الله عليه وسلم قال في الدجال: انّ معه ماءً وناراً, فناره ماء بارد, وماؤه نار فلا تهلكوا.
وروى الامام البخاري رحمه الله من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته وانه صلى الله عليه وسلم قال لي : ما يضرك منه؟ قلت: لأنهم يقولون انّ معه جبل خبز ونهر وماء, فقال: بل هو أهون على الله من ذلك. (أي ليزدادا المؤمنين ايمانا مع ايمانهم ويرتاب المنافقين والكافرين مع كفرهم)
وروى الامام احمد الطبراني من حديث ابو امامة رضي الله عنه, انّ ابلنبي صلى الله عليه وسلم قال: وانّ من فتنته ان يقول للأعرابي: أرأيت انْ بعثتُ لك اباك وامك أتشهد أني ربك؟ فيقول نعم, فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه, فيقولان: يا بني! اتبعه فانه ربك.
وروى الامام البخاري رحمه الله من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الدجال - وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة – فينتهي الى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج له يومئذ رجل هو خير الناس – او من خير الناس- فيقول له: أشهد انك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه , فيقول الدجال: أرأيتم انْ قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون لا, قال:فيقتله ثم يُحييه , فيقول المؤمن حين يُحييه : والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال , قيريد الدجال ان يقتله فلا يُسلط عليه احد.
ومن هذه الاحاديث الصحيحة نستنتج بأنّ خوارق العادات قد تكون للمؤمن والكافر ولا تدل أبدا على الولاية لله عزوجل.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: وفي اصناف المشركين من مشركي العرب ومشركي الهند والترك واليونان وغيرهم من له اجتهاد في العلم والزهد والعبادة, ولكن ليس بمتبع للرسل , ولا يؤمن بما جاؤوا به ولا يصدقهم بما أخبروا به ولا يطيعهم فيما أمروا, فهؤلاء ليسوا بمؤمنين ولا أولياء لله, وهؤلاء تقترن بهم الشياطين وتنزل عليهم فيكاشفون بعض الناس ببعض الأمور ولهم تصرفات خارقة من جنس السحر, وهم من جنس الكهان والسحرة الذين تنزل عليهم الشيطان كقوله تعالى في سورة الشعراء 221- 223 هل أُؤنبكم على من تنزّلُ الشياطين * تنزلُ على أفّاكٍ أثيم* يلقون السمع وأكثرهم كاذبون
ولهذا لو ذكر الرجل ربه سبحانه وتعالى دائما ليلا نهارا مع غاية الزهد, وعبد الله عزوجل مجتهدا في عبادته ولم يكن متبعا للقرآن او متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, كان حتما من أولياء الشيطان ولو طار في الهواء ومشى على الماء , فانّ الشيطان يحمله في الهواء.
فلايجوز أن نقول أنّ كل مَن كان له شيء من مثل هذه الأمور على أنه ولي لله عزوجل , ذلك أنّ اولياء الله تعالى يُعرفون بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دلّ عليها الكتاب والسنة أو يُعرفون بنور الايمان والقرآن وبحقائق الايمان الباطنة وشرائع الاسلام الظاهرة.
أوصاف الدجـــــــــــــــــــــــــا ل
يتصف الدجال لعنه الله بأوصاف دميمة تدل على النقص والعيب, واهم صفة مميزة هي انه اعور عين الشمال, وفي عينه اليمنى جحوظا واضحا, وفي روايات أخرى أنها ممسوحة, مكتوب بين عينيه كلمة كافر, وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال في أحاديث كثيرة ووضح لنا كذبه ودجله بحيث لم يبق معه اشكال لذي لُبٍّ وعقيٍ سليم, نذكر بعضا على سبيل المثال لا الحصر: روى الامام البخاري رحمه الله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما, أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في صفة الدجال: انه جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية. الطافية: هي التي ذهب ضوءها.
وروى الامام احمد والطبراني رحمهما الله من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم,أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال: أنه أعور عينه اليسرى, بعينه اليمنى ظفرة غليظة.
وروى الامام احمد رحمه الله في مسنده من حديث ابي سعيد الخدري أن النبي صللى الله عليه وسلم قال في الدجال أنه: أعور ذو حدقة جاحظة لا تخفى أكنها كوكب دري. وروى الامام البخاري رحمه الله من حديث انس بن مالك رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بُعث نبي الا أنذر أمته الأعور الكذاب, ألا انه أعور, وانّ ربكم ليس بأعور, وانّ بين عينيه مكتوب: كافر.
وفي رواية للامام مسلم رحمه: مكتوب بين عينيه كافر, ثم تهجّاها النبي صلى الله عليه وسلم: ك ف ر, يقرؤها كل مسلم
وفي رواية: يرؤه الأمي والكاتب. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: مكتوب بين عينيه ك ف ر , يقرؤه كل من كره عمله.
وقال الامام النووي رحمه الله: والصحيح الذي عليه المحققون أنّ هذه الكتابة على ظاهرها وأنها كتابة حقيقة جعلها آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وايطاله, ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب, ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته.
وأضاف ابن حجر رحمه الله: والادراك بالبصر يخلقه الله للعبد كيف شاء ومتى شاء, فهذا يراه المؤمن بغير بصره وان كان لا يعرف الكتابة, ولا يراه الكافر وان كان يعرف الكتابة, كما يرى المؤمن الأدلة بعين بصرته ولا يراها الكافر, فيخلق الله المؤمن الادراك دون تعلم, لأنّ ذلك الزمان تنخرق في العادات في ذلك.
أبَوَا الدجّــــــــــــــــــــال
روى الامام احمد رحمه الله من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يمكث أبَوَا الدجال ثلاثين عاما لا يُولدُ لهما, ثمّ يُوبدُ لهما غلامٌ أعور.
وروى الامام احمد لرحمه الله عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أبوه رجلٌ طوال مضطرب اللحموأمه امرأة فرضاخية (أي ضخمة غليظة) عظيمة الثديين.
سبب خروج الدجال
غضبه, والنساء يكنّ سببا في ذلك. فقد روى الامام مسلم في صحيحة من حديث حفصة بنت عمر رضي الله عنهما, أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انّ أول ما يبعته - الدجال -على الناس غضبه يغضبها.
وروى الخيثمي رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول من يتبعه النساء فيُؤذونه, فيرجع غضبان حتى ينزل الخندق.
اتباع الدجال يومئد هنّ النساء واليهود
لن تكون اكثر من ثلاث دول للمسلمين في عهد الدجال واكثر اتباعه النساء واليهود فقد روى الامام احمد رحمه الله من حديث عثمان بن ابي العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون للمسلمين ثلاثة أمصار (دول) مصر بملتقى البحرين, ومصر بالحيرة, ومصر بالشام, فيفزع الناس ثلاث فزعات, فيخرج الدجال في أعراض الناس, فيهزم من قبل المشرق, ف,ل مصر (بلد) يرده المصر الذي في ملتقى البحرين, فيصير اهله ثلاث فرق: فرقة تقول نُشّامة تنظر ما هو, وفرقة تلحق بالأعراب, وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم, ومع الدجال سبعون ألفا عليهم السيجان, وأكثر تبعه اليهود والنساء, ثم يأتي المصر الذي يليه فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقول نُشامّة وننظر ما هو, وفرقة تلحق بالأعراب, وفرقة تيحق بالمضر الذي يليهم بغرق الشام.
وروى الامام احمد رحمه الله من حديث ابن عمر رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكثر منْ يخرجُ اليه- اي الدجال- النساء, حتى انّ الرجل ليرجع الى حميمه والى أمه وابنته وأخته وعمته فيُوثقها رباطا مخافة أن تخرج اليه. وروى الطبراني رحمه الله من حديث ابن معتم رضي الله عنه مرفوعا لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم: يُفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان, ويكون أصحابه وجدوده المجوس واليهود والنصارى, وهذه الأعاجم من المشركين.
أحوال الناس قبل خروج الدجال
الدجال هو آخر كذاب يظهر قبل يوم القيامة, وخروجه يتزامن مع البعد الديني الواضح, أي عند ضعف الدين عن الناس وقلة أهله, وظهورأهل الباطل على أهل الحق, وانتشار الشر وأهله. لحديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجّال. وفي رواية الامام أحمد رحمه الله من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون منهم أربعة نسوة. وقد روى بعض اصحاب السنن من حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره, وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر.
الناجون من فتنة الدجال قليل
هم فقط اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة جميع من ينجو من فتنة الدجال. لما روى ابو نعيم الاصفهاني رحمه الله في الحلية باسناد صحيح في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين رحمهما الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينجو من فتنة الدجال الا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة.
الأخطر من الدجـّـــال
الاخطر من خطر الدجال الرياء والذي أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الخفي, والرياء أن يرائي أحدنا الناس بأعمالهم خاصة الصلاة, ينشط على آداءها وخشوعها اذا صلى أمام الناس, ويتكاسل عنها ويصليها بسرعة اذا اختلى بها مع نفسه.
فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال:ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قال قلنا: بلى.. فقال: الشرك الخفي... أن يقوم الرجل يُصلي فيُزيّن صلاته لما يُرى من نظر رجل.
نزول المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام ونهاية الأعور الدجال
ان شاء الله ستكون نهاية الأعور الدجال بعد نزول المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام, ونزول المسيح عليه السلام حق وصحيح عند أهل السنة والجماعة, لورود أحاديث كثيرة حول ذلك, وليس في العقل ولا في الشرع من يُبطل هذه الحقيقة, وان كان قد أنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم وزعموا ما ورد في نزوله من احاديث أنها مردودة مستندين لقوله تعالى في سورة الاحزاب 40: وخاتم النبيين, وبقوله صلى الله عليه وسلم: لا نبيّ بعدي...وقولهم أنذ شريعة النبي صلى الله عليه وسلم مؤبدة الى يوم القيامة لا تنسخ, وهذا استدلال ليس بمكانه أبدا , لأنّ نزول المسيح عليه السلام نزولا ماضيا على شريعة الاسلام وليس ناسخا لها, لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم بأنه سينول حكما مقسطا بحكم شرعنا, ويحيي من أمور شرعنا ما هجره الناس, وأنّ دعوته عليه السلام ستكون الى الاسلام, والدليل على نزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان ما رواه البخاري رحمه الله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم عدلا, فيكسر الصليب ويقتل الخنزير, ويضع الجزية, ويفيض المال حتى لا يقبله أحد, حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها. ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه فاقرؤوا ان شئتم : وانّ من أهل الكتاب ليؤمننّ به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ( النساء 159) يكسر الصليب: يُبطلُ دين النصرانية بكسر الصليب, ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه يضع الجزية: أي لا يقبلها ولا يقبل من الكفار الا الاسلام او القتل. يفيض المال: أي يكثر نتيجة دفع الزكوات والصدقات, وتنزل البركات, وتكثر الخيرات بسبب العدل وعدم التظالم.
وروى البخاري رحمه الله ايضا من حديث أبي قتادة الانصاري رضي الله عنه, ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم؟
والامامة يومها ستكون باذن الله بالقرآن الكريم كتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
أوصاف المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام
وحتى لا يلتبس الأمر على المسلمين فقد وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام بعدة أحاديث كي يعرفه المسلمون عند نزوله ,نذكر بنا ماتيسر لنا منها على سبيل المثال لا الحصر: فقد روى البخاري رحمه الله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت الليلة عند الكعبة في المنام , فاذا رجل آدم كأحسن ما يُرى من أدم الرجال, تضرب لمّته بين منكبيه, رجل الشعر يقطر رأسه ماء, واضعاً يديه على منكبيّ رجلين يطوف بالبيت, فقلت: من هذا؟ فقالوا: المسيح ابن مريم. أدم الرجال: ليس شديد السواد ولا البياض, أحمر اللون اللمّة: طول الشعر اذا وصل عن شحمة الأذن. رجل الشعر: أي ممشط الشعر ومدهون.
وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه انّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس بيني وبينه نبيّ وانه لنازل , فاذا رأيتموه فاعرفوه, رجلٌ مربوعٌ , الى الحمرة والبياض , بين ممصّرئيْنِ , كأنّ رأسه يقطر وان لم يصبه بلل , فيقاتل الناس على الاسلام , فيدقُّ الصليب , ويقتل الخنزير, ويضع الجزية , ويهلك الله في زمانه الملل كلها الا الاسلام , ويهلك المسيح الدجال , فيمكث في الأرض أربعين سنة , ثم يُتوّفى , فبُصلي عليه المسلمون. مربوع: أي ليس بالطويل ولا بالقصير. ممصّرئيْنِ: اي ثوبين مصبوغين بالعِشْرَقْ , والعشرق هو نبات احمر طيب الرائحة تستعمله العرائس. يدقُّ الصليب: أي يكسره ليُبطل دين النصرانية, ويبطل ما تزعمه النصرانية من تعظيمه. يضع الجزية: أي لا يقبل من الكفار الا الاسلام أو القتل, ولا يقبل الجزية كبديل عن ذلك.
مكان نزول المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام
عيسى عليه الصلاة والسلام وباذن الله تعالى ينزل عند صلاة الفجرعند المنارة البيضاء شرقي دمشق, لما روى الامام البخاري رحمه الله من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يَبعثُ الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.
وقال الامام النووي رحمه الله: وهذه المنارة انها لموجودة اليوم شرق دمشق.
حصار المسلمين
المسلمون في عهد الأعور الدجال يحاصرون , والدجال من يحاصرهم , ومن جراء هذا الحصار تصيبهم مجاعة شديدة وتعب شديد, لدرجىة أنّ أحدهم يحرق وتر قوسه ليأكله ومن شدة الجوع يأكله , فبينما هم كذلك اذ يسمعون صوتا من السحر: أن يا أيها الناس! أتاكم الغوث يكررها ثلاث.. فيقول بعضهم لبعض: انّ هذا لصوت رجل شبعان, فيكون عيسى عليه الصلاة والسلام.
لحديث رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يفرُّ المسلمون الى جبل الدخان بالشام, فيأتيهم الدجال ويحاصرهم, فيشتد حصارهم, ويجهدهم جهدا شديدا, ثمّ ينزلُ عيسى ابن مريم فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس! ما يمنعكم من الخروج الى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جنّي.
وروى ابن ماجة رحمه الله في سننة رواية اخرى للحديث جاء فيها: وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد, حتى أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله, فبينما هم كذلك اذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس! أتاكم الغوث.. ثلاثا.. فيقول بعضهم لبعض: انّ هذا لصوت رجل شبعان.
قتل الملعون الأعور الدجال
قبل نزول المسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام يكون المهدي المنتظر عليه السلام قد ظهر, فبينما يؤم الناس في صلاة الفجر اذ ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام بعد تكبيرة الاحرام مباشرة, وبعد انتهاء الصلاة يفرّ الدجال من المسبح عليه السلام فيلحق به ويقتله في مدينة اللد بجانب بحيرة طبريا بفلسطين, والله وحده أعلم بغيبه.
روى ابن ماجة رحمه الله في سننه مرفوعا لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم : وامام المسلمين مهدي رجل صالح, فبينما امامهم قد تقدّم يصلي بهم الصبح, اذ نزل عيسى بن مريم حين كبّر للصبح, فرجع ذلك الامام ينكص ليتقدّم عيسى يصلي بالناس, فيضع عيسى يده بين كتفيه فيقول: تقدّم فصلها, فلنها أقيمت لك, فيصلي بهم امامهم. بعد أن يفرغ الجميع من الصلاة, يقول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام: افتحوا الباب, فيفتح ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي, كلهم ذو سيف محلى وساج, فاذا نظر الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هارباً, ويقول عيسى عليه الصلاة والسلام: انّ لي فيك ضربة لن تسبقني بها, فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله.
وبمقتل اللعين الدجال تنتهي فتنة الدجال وجنوده واتباعه, بعد أن أخمد الله ناره وانتهى أمره, ولم تلبث هذه الفتنة تنتهي حتى تظهر الفتنة الثانية على أثرها, وهي فتنة يأجوج ومأجوج.
والله وحده أعلم بغيبه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين* والحمد لله ربّ العالمين
وبخير الحديث قول الله تعالى نأتي على مسك الختام
| |
|